الخميس، 2 يوليو 2015

التحذير من مسلك شنيع في الاعتراض والنقاش:

يحصل النقاش بين الاقران في مسائل علمية، ودلائل نقلية وعقلية، لكن كثيرا من هذا النقاش لا يقوم على أسس علمية، ولا على دعائم منهجية، وأخلاق سلفية.
ومن شنيع ما يحصل في النقاش بين الأقران:
رد المسألة او الدليل بعبارات بعيدة عن البحث العلمي، والاسلوب الأدبي، ك" من أنت" والوصف بالجهل، او عدم الفهم، وبالنفي المجرد عن الدليل، او بالاثبات المجرد عن الدليل، ونحو ذلك من غير ان تناقٓش المسالة نفسها ويبين خطؤها سواء كان ذلك من جهة مقدماتها او مآلاتها، او من جهة مخالفتها للدليل الشرعي؛ فينقلب النقاش إلى سباب، والألفة إلى وحشة، والمحبة إلى بغض، وربما تطور الى التحذير او الوصف بالتعالم، او زاد فوصل الى استعمال الايدي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والواجب على طلاب العلم أن يبتعدوا عن مثل هذه النقاشات التي تجر الى الوقوع فيما حرم الله.
واذا رأى طالب العلم ان النقاش قد نحى هذا المنحى السلبي فليقف ولا يستمر، وليحتسب سكوته لله فيؤجر، كما ان مصلحة سكوته راجحة على استمراره في النقاش، والعاقل يقدم المصلحة الراجحة على المفسدة.
كما ان سكوته يسد ذريعة عظيمة.
ومناقشة الاقران في الغالب لا تأتي بخير؛ لما يصحبها من الحسد، وحب العلو، والعجب.
وانما على طالب العلم ان يلقي ما عنده من علم وحجة؛ فان قُبِل منه فالحمد لله والا فما عليه الا البلاغ، ولا يكن همه الاقناع برأيه فيتخذ لذلك كل وسيلة ممكنة ولو جرت الى مفاسد كبيرة.
ومتى كانت القلوب كقلوب الصحابة والأئمة والعلماء الربانيين فسيكون للنقاش لذته، وللمذاكرة بهجتها.

هذه لفتة جالت في خاطري فأحببت أن أنبه عليها إخواني وأحبتي.
وأسأل الله أن يصلح القلوب، ويبعد عنها الغل والحقد والحسد.
كتبه
احمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق