الجمعة، 3 يوليو 2015

إذا قال قائل ان هذا القرآن الذي بين دفتي المصحف ونتاقله بين أيدينا ليس صفة لله ! وإنما أثر من آثار صفة الكلام الأزلية. وعليه القرآن مخلوق .كما أن المطر من آثار رحمة الله .فما الجواب ؟وأيضا لأن الصفة لا تنفصل عن الموصوف . وهذا القرآن عندنا منفصل عن الله .نحمله معنا ؟ ونضعه في سياراتنا ؟ولأنه لو احترقت صفحة من المصحف الشريف لكان على ذلك احترقت صفة الله؟وإذا قال القائل هل كل آية من القرآن صفة لله ؟أرجو أن يتسع صدركم للجواب عن كل جزئية مما سبق تدوينه .فهذه نقاط يثيرها أهل الكلام عندنا .

اقول بادئ ذي بدء: أن هذه الشبه يثيرها من كان أعجميا لا يعرف اللغة العربية
ويكفي أن نقول له: اذهب وتعلم اللغة العربية قبل ان تتكلم.
ثم إن الكلام هو ما يخرج من الذات بالتلفظ به
وهو لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بقائله
فمن قال قولا كان القائل من أضيف إليه القول دون غيره
والكلام يضاف الى من تكلم به، ويشتق له منه اسم فيقال: المتكلم
هذه هي لغة العرب، بل اللغات كلها كذلك

واما القرآن فهو فرد من أفراد كلام الله، لا أثر له، فالقرآن كلام الله ولهذا قال سبحانه وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله
فجعل القرآن كلاما له سبحانه
ولا يصح قياسه على المطر؛ لأن المطر عين قائمة بذاتها، بخلاف القرآن فلا يقوم بنفسه
والله سبحانه يتكلم اذا شاء بما شاء ، فكلامه سبحانه من جهة آحاده متعلق بالمشيئة كما قال تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه
فتكليم الله لموسى لم يكن أزلا، وإنما بعد مجيئه للميقات، فدل على تعلقه بالمشيئة
وكذا تكليم الله لجبريل بالقرآن.
فيا عجبا كيف يكون القرآن أثرا لكلام وهو من كلام الله؟!
أيظنون أن القرآن يمشي وحده كما تمشي المخلوقات؟!
أيظنون أن الله لم يتكلم به حقيقة وهو الذي أضافه الى نفسه؟!
أأنتم أعلم أم الله؟

أما قولهم القرآن منفصل نحمله معنا
فأقول: ما أجهلهم بلغة العرب!
الكلام اذا خرج من قائله وكُتب في الالواح فإنه يحمل ومع ذلك ينسب الى قائله
فالدي يُحمل ما كُتب لكن القائل له لا يتغير
والقرآن كلام الله حيثما تصرف
فنفس الحروف هي كلام الله لكن ما كتبت به الحروف مخلوق وهو الذي يحرق
فنعوذ بالله من الجهل
وكل آية في القرآن فالله تكلم بها حقيقة
والكلام لا يقوم بنفسه وانما يضاف الى من تكلم به
هذا ما كتبته على عجالة
والله المستعان
كتبه
احمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق