الخميس، 2 يوليو 2015

من الخطأ الظاهر:
تربية طلاب العلم المنتسبين لأصول الفقه على تعظيم علماء الكلام، كالجويني والغزالي والرازي والآمدي وغيرهم؛ لكونهم أصوليين، وكتبهم معتمدة عندهم
فيترتب عليه مفاسد عظيمة، ومن تلك المفاسد:
١-التسليم لأقوالهم؛ هيبة لهم.
٢-تلقي المسائل الكلامية - خصوصا الخفية منها- بالقبول؛ لصدورها ممن هو معظَّم عندهم.
٣- التعصب للطريقة التي ألف بها المتكلمون أصول الفقه، وأنه تراث يجب ان يحافظ عليه بكل ما فيه.
٤- التهوين من المخالفات العقدية التي تضمنتها كتب هؤلاء المتكلمين.
٥- الوقوف ضد من ينادي بتصفية أصول الفقه من علم الكلام.
إلى غير ذلك من المفاسد
وإنما الواجب أن يربى طلبة العلم على أن هؤلاء مخالفون لأهل السنة في الاعتقاد، بل لهم أقوال في تنقص ظواهر الكتاب والسنة التي تخالف عقولهم.
وما كتبوه في أصول الفقه يجب أن يقرأ قراءة نقد، فما وافقوا فيه الحق قبلناه وأخذنا به، وما انحرفوا فيه فيجب رده وتصفية أصول الفقه منه.
وليس المقصود أن تطرح أقوالهم بالكلية، وإنما المقصود أن تطرح أقوالهم التي خالفوا فيها الحق.
وهذا المقصود لا يمكن أن يتحقق إلا بتنزيل المتكلمين منازلهم.
وأما اذا عُظِّموا في نفوس طلبة العلم فلن يجرئوا بعد ذلك على تخطئتهم، وبيان الباطل الذي عندهم خصوصا في باب الاعتقاد.
ثم اني أدعوا قسم أصول الفقه في الجامعات السلفية ان تكون احد مقررات الدرسات العليا مادة العقيدة
فيدَرَّس طلاب الماجستير والدكتوراه تفاصيل باب الاعتقاد وشبهات اهل الكلام وكيفية الرد عليهم
فكتب الاصول هي في الحقيقة مليئة بالمسائل الكلامية، فمن لم يدرس العقيدة مفصلة فلن يهتدي للمسائل الكلامية التي تضمنتها كتب الأصول.
ومن جهل ان فيها مسائل كلامية عادى من يثبت ذلك
وهو بجهله ومعاداته ينصر أهل الكلام على أهل السنة -شعر أو لم يشعر-
فالله الله في نصرة عقيدة السلف، وتصفية العلوم من عبث أهل الكلام.
وما ذكرته هنا مخاطبا المنتسبين لأصول الفقه هو نفسه أخاطب به المنتسبين للغة العربية
فكم عبث بها العابثون من المعتزلة والأشاعرة، وأدخلوا في اللغة ما ليس منها
وإلى الله المشتكى.
هذا وأسأل الله أن يحفظ أهل السنة ويوفقهم لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين
كتبه
أحمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق